زيد الحلي

شارك
انتهى العام الدراسي ، وبانتهائه شغرت الصفوف ، وخلا ضجيج الطلبة ، وباتت المطالبات ملحة بضرورة قيام وزارة التربية بتكليف مديرياتها ، الاسراع بالكشف على الابنية المدرسية ، وتحديد احتياجاتها الى الترميم والتجديد ، واستغلال العطلة للشروع بالتنفيذ السريع ، استعدادا لاستقبال العام الدراسي الجديد بأفق جديد ، يوفر الراحة والسرور للطلبة والهيئات التدريسية ..
ان إعادة تأهيل وصيانة المدارس التي تعرضت للتآكل بفعل القدم ، وعدم الاهتمام بات من اهم واجبات وزارة التربية في ايامنا هذه ، من خلال هدم العناصر الإنشائية المتضررة ، وإعادة بنائها من جديد وعزل الأسطح وبناء القواطع الداخلية وتركيب البلاط والتمديدات الكهربائية والصحية والأبواب والنوافذ، وأعمال الأكساء الداخلية، والمقاعد وخزانات المياه وتنفيذ رسومات صديقة للطفولة وترميم الأرصفة والباحات.. فالدراسات التربوية تؤكد ، ان علاقة الطالب بأجواء المبنى المدرسي ، اذا كان غير ملائم للجو الدراسي ، تكون سيئة ، وغالبا ما يسعى الى توفير اعذار للغياب، وبذلك تكون هناك فجوة كبيرة بين الطالب والعملية التربوية ، والخاسر الوحيد في هذه الحالة ، هو الوطن .. فالطالب عماد المستقبل .
ونأمل ان تكون ساحات المدارس ، وفق منهجية تقوم على تقديم فسحة راحة للطلبة ، وان تحظى بعناية جمالية ، لعل اهمها وجود مظلات كبيرة الحجم تحمي من حرارة الشمس وامطار الشتاء ، وان يكون في جوانبها مواسير المياه ، وان تبدأ مشاوير احياء الابنية المدرسية ، من العناية بالمرافق الصحية ، والاكثار من عددها ، تلافيا للازدحام الذي يحدث في فترات الفصل بين الدروس ..
ان الفلسفة الجمالية التي انادي بها ، واضعها امام من يتولون مهام الصيانة والاعمار في الابنية المدرسية ، توفر الحرية والاختيار والمهارة والمعرفة والتواصل، فاللوحات التي تزين الصفوف ، اذا كانت من الطبيعة وصديقة لذهنية الطالب ، فهي تنمي ذائقة الطلبة . نحن في حاجة إلى العمل وفق معادلة صعبة، تقوم على أفضل ما لدى المعنيين بالترميم ، من رؤى ملآى بالأناة والخبرة وعمق التجربة، وسرعة الانجاز من اجل عادة الحياة للمرافق التي تعبت من اشهر دراسة طويلة، وعبث الطلبة ، وبذلك ، نقدم للطلبة في السنة الدراسية الجديدة ، ما يسعدهم ، ويملأ حياتهم بالتوثّب الذهنيّ والتفتح العقليّ والانطلاق الروحيّ.