التشكيلي العراقي علاء بشير يعرض “نسيان” في دبي

شارك

الفنان طوّر تقنيات أسلوبه الخاص الذي يجسد المشهد والفكرة ويأخذ المتفرج إلى صميم الفكرة ولا يهتم بالزخارف.

تشكيل فني بارع في تصوير الحقائق

دبي – تنظم مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية معرضاً فنياً بعنوان “نسيان” للفنان العراقي علاء بشير، وذلك في تمام الساعة السابعة والنصف من مساء الثامن من فبراير الجاري في قاعة المعارض بمبنى المؤسسة بشارع الرقة بدبي، ثم تليها ندوة عن تجربة الفنان في نصف قرن يتحدث خلالها علاء بشير عن رحلته التشكيلية منذ البدايات حتى يومنا الحاضر.

ويعتبر الفنان علاء بشير أحد رواد الحركة التشكيلية العراقية منذ مطلع خمسينات القرن الماضي حيث اختط لنفسه أسلوباً فنياً خاصاً، ويقدم تجربة تمتد لأكثر من خمسين سنة من حياته الفنية والمهنية الزاخرة بأفكار وفلسفات يتكرر فيها ظهور الغراب “كشاهد على مفارقات الحياة”، ويضعنا أمام الحقائق بتشكيل بارع وقد تجرد تماما من الشأن الشخصي إلى الشأن العام وتحول عمله الفني إلى علامات استفهام تجسد أزمة الوجود الإنساني برمته.

ولد الفنان علاء بشير عام 1939، درس في معهد الفنون الجميلة في بغداد، وحصل على بكالوريوس الجراحة كلية الطب بغداد، وعلى زمالة دراسية في الأكاديمية الملكية للجراحة أدنبرة في المملكة المتحدة، وهو عضو جمعية التشكيليين في المملكة المتحدة، وشارك في أكثر من 50 معرضا عاما وخاصا حول العالم، وأعماله مقتناة في متاحف إنجلترا وفرنسا والولايات المتحدة وقطر والأردن والعراق. وحائز على جوائز تقديرية عديدة في عدة دول.

◙ الفنان التشكيلي العراقي ينفرد بأسلوبه السريالي ولم يلتفت لأساليب ومدارس فنية غربية وطوّر تقنيات أسلوبه الخاص الذي يجسد المشهد والفكرة

ينفرد الفنان التشكيلي العراقي بأسلوبه السريالي ولم يلتفت لأساليب ومدارس فنية غربية، وطوّر تقنيات أسلوبه الخاص الذي يجسد المشهد والفكرة ويأخذ المتفرج إلى صميم الفكرة ولا يهتم بالزخارف اللونية أو الشكلية، لذلك فهو يختصر الألوان ولا يكترث لتجويد العمل شكلياً إنما يركز على إيصال الفكرة والتساؤل ووجهة النظر المتأزمة.

خاض علاء بشير تجربته الفنية الأولى برسم اللوحات الانطباعية في خمسينات القرن العشرين ثم تغيّر الأسلوب الفنّي تدريجياً في نهاية الستينات ليُعانق السريالية، حيث تتميز رسومه بالفضاء الواسع والتدرّجات اللونية (للإيحاء بالعمق والمسافات المكانية أو الزمانية) وتسليط الضوء على أشكال غير واقعية أو خيالية متواجدة مع أجسام واقعية. يستخدم الفنان علاء بشير، في الغالب، القماش والألوان الزيتية كأدوات للرسم، ونادراً ما يستعمل ألوان الأكرليك.

تتميز رسومه السريالية بالفضاء الواسع والتدرّجات اللونية (للإيحاء بالعمق والمسافات المكانية أو الزمانية) وتسليط الضوء على أشكال غير واقعية أو خيالية متواجدة مع أجسام واقعية. قد تتداخل بانسجام موضوعي بعض الرموز المادية الصغيرة بطريقة طارئة مع التكوينات الرئيسية الغير حقيقية ولكن مع تباين لوني، كخطوط مستقيمة متقاطعة أو متوازية تتجاور مع الشكل المحوري في اللوحة.

ويقول الكاتب حسب الله يحيي إن إحدى الخواص الفنية التي تتميّز بها لوحات الفنان علاء بشير وهي خاصية إلقاء الضوء على شخصيات اللوحة، مضيف “أول ما يلفت النظر إلى لوحات علاء بشير هو كيفية تعامل الفنان مع الضوء، إنك تحس بقعة الضوء لماعة، مؤشرة، منطلقة بالتمام من مصدرها الضوئي، غير أنك لا تجد الضوء الحقيقي – النبع -إلا في خيالك – فالفنان يجعلك تحس بالضوء تماما. لكنه لا يضيء المكان عبر هذا الضوء، إنه مصدر يحدده بالنافذة، والمصباح، والأفق.. ويجعلك على تماس مع هذا العالم.. إلا أن شخصياته تضيء هي الأخرى. إنها مصدر آخر للضوء، إنها وعي الإنسان في حياة مضيئة، إنها السمة الخلاقة لعالم بشري لا يغيب. والبشر في لوحات علاء بشير منشغلون بأنفسهم”.